السبت، 13 أكتوبر 2012

صحافة حرة مستقلة…

بقلم/قاسم السعيدي
بين يوم 19/4/2003،تاريخ صدور العدد صفر من جريدة الديوانية وتاريخ عودتها مجددا اليوم 22/22012، فترة زمنية تمتد ل10سنوات وخلال هذه السنوات بقي الوفاء للقيم التي تأسست عليها ”الديوانية” قائما لم يتبدل أو ينحرف. وما تزال ”الديوانية” تحافظ على شعار ”الصدق والمصداقية”، وما يزال قراؤها يتشكلون من الذين يبحثون عن الموضوعية في فضاء صحافي مستقل متعدد


 ”الديوانية ”،رفضت العمل وفق منطق الغاية تبرر الوسيلة، ولم تساير روح الانحراف من أجل حصد الشهرة ورفع مبيعاتها وتحقيق بعض المكاسب المادية بضرب قواعد الإعلام الموضوعي بعرض الحائط
الديوانية”منذ البداية رفعت شعار المهنية والمصداقية وعندما جسدت ذلك عمليا خلال مسيرتها انتشرت بسرعة آنذاك واحتلت موقعا متقدما لدى القراء من كل المستويات والأطياف، بعد أن وجدوا فيها مبتغاهم من الأخبار المحلية والوطنية الجديدة والجادة، كما صاروا يجدون فيها موضوعات تلامس معاناتهم وتعكس تطلعاتهم في كل مجالات الحياة وتعرف بتفاصيل دقيقة عن سمات وعناصر شخصيتهم وثقافتهم، بمعالجة متوازنة وهادفة، سقطت معها النظرة السطحية والتناول الفلكلوري للأمور، الذي كثيرا ما عبر المتنورون من أبنائها عن ضجرهم من استمراره عند الآخرين.


لقد حققت ”الديوانية” هذه المكانة بسبب ثقتها في مستوى القارئ الديواني، بعد مرور أكثر من تسع سنوات على الانفتاح الإعلامي الذي أمد هذا القارئ بثقافة إعلامية، جعلته يعرف كيف يفرق بين الغث والسمين، ويتفطن بسهولة للإعلام الذي يجعل منه قارئا غبيا. ورغم غيابها الطويل، استطاعت ”الديوانية” ان تحافظ على  ”الوصال”،مع المشهد الاعلامي عبر موقع الجريدة على الشبكة العنكبوتية. واستطاعت أن تحتفظ بمكانتها، وتحظى باحترام عامة القراء سواء أكانوا من عامة الناس أو من النخب الأكاديمية والمثقفة بمختلف توجهاتها. وليس من المبالغة القول بأن بقاء الوفاء لـ”للديوانية”، مستمرا لدى قرائها، إنما يكمن في الوفاء للقيم التي تأسست عليها، وهي قيم العمل على تكريس المبادئ التي نتخذ منها خطا عاما لعملنا، والمتمثلة في توخي الموضوعية وعدم ممارسة الإقصاء والنظر إلى المجتمع الديواني من زاوية متعددة وليس من زاوية أحادية.


وعندما أعود بذاكرتي بنحوا 9  سنوات إلى الوراء، وقت البداية التي لم يكن فيها لدينا ابسط الادوات والمستلزمات الاساسية لانجاز عملنا ولاحتى امكانات مادية تعيننا على الاستمرار، أتذكر بفخر وحنين كبيرين تلك السعادة التي كنت أشعر بها وألمسها عند قراء الجريدة في مدينتنا الحبيبة، وهم يعبّرون عن مستوى كبير من الإعجاب والتقدير لها، ويغرقونني كما باقي الزملاء، ، بسيل من عبارات الثناء والدعاء كلما لمسوا لانشغالاتهم وهمومهم حضورا نوعيا وجديا على صفحات “للجريدة، وكلما لمسوا لدينا مسافة بيننا وبين الرسميين، وهي المسافة التي كنا نركز عليها في هيئة التحرير ، ونعتبرها أساسا للثقة والمصداقية عند القارئ، ورغم غيابها الطويل بقي القارئ الديواني وفيا لصدى صوته يبحث عنها، ويسال عن عودتها، لأنها بقيت دائما كبيرة في عينه في وقت نفدت شهوته بسرعة من عديد العناوين التي أغرقته في أخبار الإثارة والطرح السطحي، ولم توفق في نقل انشغالاته الأهم بالمهنية والجدية المطلوبتين.


اليوم وقد تغيرت الأمور، وما كان حلما بات حقيقة، وأصبح بإمكان الأوفياء والقراء الجدد مطالعة جريدتهم المفضلة ”الديوانية” مجددا بعد زوال الظروف القاهرة التي أوقفتها في بداية الطريق، وعندما نتحدث عن التغلب على تلك الظروف فان ذلك يدخل في إطار تحقيق الاستقلالية الكاملة لـ”الديوانية” عن كل ضغوط مهما كان مصدرها، مالية كانت أم غير ذلك،  ونستطيع اليوم، التأكيد على أن ”الديوانية” جريدة مستقلة بالفعل، ولا نحتكم في عملنا سوى لقرائنا الأوفياء والضرورات المهنية الإعلامية
وإذا كان إنجاز إعادة هذا المشروع أخذ تحقيقه أكثـر من 9سنوات من الزمن منذ ميلاد ”الديوانية”، إلا انه رغم ذلك، يعد معجزة نظرا لصعوبة المحيط الذي ننشط فيه والذي من شأنه تكسير كل العزائم سيما وان المتوقع ان تثير عودة الديوانية حفيظة اطراف عديدة أبرزها اعداء النجاح من الفاشلين، فما بالك إن كان المشروع له علاقة بالإعلام الحر والمستقل الذي ربما يمثل وجوده عامل قلق لبعض الإطراف السياسية والإعلامية  لأكن هذا لايهمنا لان العزيمة التي تحرك فريق ”الديوانية” أقوى من أن تنال منه مناورات من المستوى المنحط، وقد عبر هذا الفريق عن استعداده دائما لرفع التحدي والمتوقع في أي لحظة من قبل أعداء النجاح وبعض الفاشلين.


وهنا نود ان نوجه ثلاث رسائل في ثلاث اتجاهات في ان واحد الرسالة الأولى  لأبناء شعبنا وأهلنا بالديوانية ونقول لهم ان الديوانية الجريدة تعاهدكم بأنها ستواصل ذات النهج الذي اختطته في بداياتها في 9/4/2003 وستواصل رسالتها من دون كلل او ملل ولن تأخذها في الحق لومة لائم وستكون الصوت المعبر عن تطلعات المظلومين وأصحاب الحقوق المهضومة من أبناء الديوانية خصوصا والعراق عموما والرسالة الثانية نوجهها للأوساط السياسية والحكومية في مدينتنا الحبيبة الديوانية ورسالتنا لهم مفادها ان (الديوانية) هي الصوت الذي يناضل من اجل وضع المسيرة الحقيقية ضد الانحراف وأي توجه ضد التغيير الذي حصل في العراق وانها ستمارس دورها كسلطة رابعة بمنتهى المصداقية والالتزام بمبادئ المهنية والدفاع عن قضايا الشعب والتصدي للفساد الإداري والمالي وفضح المرتشين والعناصر التي حاولت ان تتخذ من الوضع الحالي منفذا للثراء الغير المشروع والتحايل على جوهر التغيير الذي حصل في 9/4/2003.. ونتمنى ان لايتطيروا من النقد البناء… اما رسالتنا الثالثة فهي لزملائنا في مهنة المتاعب ونقول لهم أننا عائدون ليس لمزاحمة احد او تسقطيه انما نريد ان نصحح الاعوجاج والانحراف الخطير الذي وصل إليه واقع الإعلام المقروء في المحافظة ونتمنى من الجميع بما فيهم  الإخوة أعداء النجاح بان ان يتفهموا فحوى رسالتنا ولايحاولوا وضع حجر عثر في طريقنا لأننا نريد ان نؤدي رسالتنا الصحفية بكل مهنية ومصداقية وبعيدا عما يدور بمخيلتهم من أوهام .


 لقد رفضنا الدعم الأمريكي أو الأمم المتحدة أو استمالة البعض من الأحزاب،ولم نساير ذلك كما فعل البعض وأصبح اسماً ولكن بلا تاريخ مشرف،كل ذلك من اجل أن نحافظ على الاستقلالية والتوقف،طيلة السنوات الماضية،لنحافظ على استقلاليتنا وآمالنا المشروعة التي نعيدها اليوم مع إعادة العدد”السابع”من هذا الوليد الذي يعد الأول بعد عام 2003،وكلنا آمل أن نحظى بدعم الجميع من اجل ديمومته،نعود باسمنا القديم،على  أن نتنازل عنه في العدد المقبل رغبةً منا في الاتساع في الانتشار  عراقياً عبر خطة التوزيع الجديدة،بعد الخروج من النطاق المحلي وعدم التقييد بالديوانية فقط،ناهيك عن أن الأسماء تعددت تحت هذا العنوان”الديوانية”الذي نعتقد انه أصبح مستهلكاً،سنلبس ثوب”برق”المؤسسة الطموحة الساعية إلى تكريس الصحافة المستقلة الموضوعية،التي تعتبر غايتنا في ترسيخ حرية الرأي والتعبير وبناء العراق الجديد.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق