السبت، 21 يناير 2012

في التاسع من نيسان بزغ فجر الحرية بانتصار الدم على السيف

بقلم /قاسم ألسعيدي

عندما نقلب أوراق الصفحات المشرقة لثورات الأمم والشعوب الثائرة بوجه حكام الظلم والجور عبر مر العصور والى يومنا هذا" نجد إن تلك الثورات انتصرت بدماء شهدائها الأحرار واستمدت عزيمتها من وحي الثورة الحسينية الخالدة مستلهمة العبر والدروس من دماء الإمام الحسين التي انتصرت على سيوف الطاغية يزيد" وأضحت منارا يضئ طريق الحرية للمستضعفين لأحرار في كل عصر وزمان وليس بفعل أومعونة الظالمين الأشرار من قوى الاستعمار والاستكبار العالمي "واليوم تحل علينا ذكرى سقوط أقسى أنظمة الاستبداد والقمع والتدمير" هذه الذكرى التي تزامنت لسؤ الحظ مع احتلال وطننا الحبيب على أيدي راعية الأنظمة الدكتاتورية وسارقة فرحة الشعوب الحرة عدوة المستضعفين والاحرار أمريكا التي تغض الطرف اليوم بكل وقاحة وفجاجة عن الجرائم الوحشية التي ارتكبها عملائها الطغاة بحق الشعوب الثائرة في" تونس ومصر والبحرين واليمن وليبيا وتحاول الالتفاف على انتفاضات تلك الشعوب وسرقة فرحتها مثلما سرقت فرحة الشعب العراقي في الخلاص من الاستبداد والاستعباد البعثي الصدامي تلك الفرحة التي دفع العراقيين ثمنها "أرواحا طاهرة ودماء زكية" سالت على مدى عقود من الكفاح والنضال حتى توجت "بالانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991 والتي حرر فيها الشعب اغلب مساحات الوطن" وأوشك على الإطاحة بالطاغية الهدام قبل إن تمد أمريكا يد العون لعميلها آنذاك وتنقذه من السقوط بدعم وتحريض وهابي سعودي على خلفية طائفية" وفسحت المجال له للبطش بالشعب المنتفض وطمرالآف الثوار الأبرياء في غياهب السجون والمقابر الجماعية" إلا إن تلك الدماء الطاهرة ظلت تفور وتروي الأرض الطاهرة لتنبت غضبا متأججا واردة حديدية لم تجزع ولم تخضع بسبب أصالتها الحسينية ومنهجيتها الصدرية التي امتلأت  بثقافة وناطقية الصدريين العظميين" تلك المدرسة الثورية الحسينية التي أنجبت جيلا مقاوما استطاع بروحه الثورية إن يقف بوجه الاحتلال ويلقنه دروسا في البطولة والإقدام ومرغ  أسطورته التي لاتقهر بأوحال الهزيمة ليجبره اليوم على الهروب المقنع من مستنقع العراق تحت مظلة اتفاقية الانسحاب التي وجد فيها المحتل ضآلته لحفظ ماء وجه البشع" لقد مضت ثمانية أعوام على المضحك المبكي حيث تحول التحرير المزعوم للاحتلال طويل لأمد "وتزامنت فرحة سقوط الطغاة مع ألم الاحتلال وعلى الرغم من كل تلك الحقائق والشواهد وما خلفه الاحتلال من ويلات على الشعب العراقي لايزال البعض من المنخدعين بالمحتل يصرون على قولهم على إن يوم التاسع من نيسان" هو يوم تحرير للعراق على أيدي الغزاة الأمريكان بحجة أنهم اسقطوا طاغية العراق وفرعونه الهدام وخلصوا العراقيين من ظلمه واستبداده"نحن نسأل هل كان دخول الانكليز إلى العراق بعد إخراجهم للعثمانيين بحجة التحرير كان تحريرا؟ فها هو التاريخ يعيد نفسه محتل يحل مكان محتل وظالم يحل مكان ظالم آخر فهل تغير من الأمر شيء أم العكس" وما الذي حصل فهل التفتوا إلى مايرونه في واقعهم "وما خلفه الاحتلال من ويلات  ومآسي على الشعب العراقي. وهل مر هؤلاء بجرائم الاحتلال وانتهاكاته الفاضحة لحقوق الإنسان بحق المعتقلين الأبرياء في سجن أبي غريب وغيره من السجون ومجزرة مرتزقة بلاك ووتر في ساحة النسور ناهيك عن ألاف الجرائم والانتهاكات الموثقة التي ارتكبتها القوات المحتلة بحق العراقيين منذ اليوم الأول للاحتلال والى يومنا هذا و ماسببته نظرية الفوضى الخلاقة التي طبقها المحتل على واقع البلاد" وكان من نتائجها إثارة النعرات الطائفية ونشر فوضى الموت والدمار و الفساد وانبعاث الإرهاب و زيادة الظلم والقهر إلى درجة لم يشهد له العراق مثيلا في تاريخه فأين التحرير الذي يدعيه هؤلاء ياترى؟

نعم لو نظرنا للأمر بعين الإنصاف والموضوعية لحكمنا إن التاسع من نيسان هويوم تحرير للعراق من طاغيته الهدام فعلا ولكن ليس بدخول المحتل الكافر بل بالسنة الإلهية الجارية في خلقه من جريان الأمور بأسبابها ومسبباتها من إن الظلم لايقمع إلا بدماء الشهداء وجهاد المؤمنين الشرفاء فان دم الشهيد  في سبيل الحق لايتوقف فورانه حتى يأخذ الله سبحانه وتعالى بثأره من الذي أراقه من غير حق ، الاتقرأ في زيارة الإمام الحسين عليه السلام:(السلام عليك ياثأر الله وأبن ثأره) فلابد من إن يآتي اليوم الذي يثار به الله تعالى لوليه  الحسين عليه السلام يوم ظهور الإمام المهدي المنتظر ليملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.فنقول إن دم السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه)والذي أراقه طاغية العراق  في التاسع من نيسان هو الذي هدم عرش الطاغية وشاءت حكمة الله سبحانه وتعالى إن يكون سقوط الصنم في نفس يوم قتله للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) في إشارة بليغة وحكمة ربانية اعتقد بأن القصد منها ان يبين للناس سبيل الحق ولأنه تعالى يعلم ما سيذهب إليه أمثال هؤلاء وغيرهم من المنخدعين بالمحتل الكافر حفاظا منه على دينه ودماء المضحين في سبيلهن كل من عاش وعاصر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) يستطيع أن يدرك بسهولة أن التضحية حالة متجذرة في أعماق روحه الزكية بعد أن روى شجرة الإسلام بدمه الطاهر وسجل أبهى صور التضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض، ومقارعة زمرة البعث العفن وعصابات الجريمة والقتل الجماعي في عراق المقدسات. وأذكر هنا بعض من بيانه الثالث حيث يقول:(وإني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حين دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً،ولم أعش بفكري وكياني إلا للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتم مع الإسلام وبقدر ما تحملون من هذا المشعل العظيم لإنقاذ العراق من كابوس التسلط والذل والاضطهاد وكما ورده في أطراف البيان الثالث:(يا أخوتي يا أبنائي من أبناء الموصل والبصرة من أبناء بغداد وكربلاء والنجف من أبناء سامراء والكاظمية من أبناء العمارة والكوت والسلمانية من أبناء العراق في كل مكان، إني أعاهدكم بأني لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً وأنكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل، فلتتوحد كلمتكم ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الإسلام ومن أجل إنقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلطة، وبناء عراق حر كريم تغمره عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم أخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم الإسلامية العليا المستمدة من رسالتنا الإسلامية وفجر تاريخنا العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته). لقد جاهد السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) حتى نال وسام الشهادة الرفيع على نهج أجداده الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين). فسلام عليك يا أبا جعفر يوم ولدت وسلام عليك يوم استشهدت وسلام عليك يوم تبعث حياً وأسكنك الله في أعلى علين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً... وإنا لله وإنا إليه راجعون... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...

http://brqnews.com/mkalat/4014.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق