السبت، 21 يناير 2012

اقتصاد الديوانية بين الآمال والإهمال


بقلم /قاسم السعيدي

   alsaidi.qassim@gamil.com

تقع الديوانية على بعد 180كم إلى الجنوب من بغداد وتحتل بموقعها الجغرافي المميز قلب الفرات الأوسط ويقطنها حوالي مليون ومائة إلف نسمة حيث تشكل الزراعة ابرز الموارد الأساسية لمعيشة سكانها الذين كانوا يأملون إن تصبح مدينتهم ذات أهمية اقتصادية أو صناعية لاسيما وإنها تمتلك المقومات الأساسية لذلك وكانت تسمى بمدينة النفط الدائم كونها المدينة الزراعية الأولى في الفرات الأوسط وموطن إنتاج افخر أنواع الأرز (رزالعنبر) والى جانب ذلك تمتلك اكبر مصنع الإطارات في الشرق الأوسط (إطارات ديوانية) بالإضافة لمصنعين آخرين هما النسيج والألبان تلك المصادر كانت توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء المدينة وتشكل العمود الفقري لاقتصادها وعندما حصل التغيير كان أبناء المدينة يتصورون إن تلك المرحلة ستسهم بالارتقاء بواقع اقتصاد الديوانية نحو الأفضل لكن لم يدر بخلدهم إن مصيرها سيؤل إلى زوال بسبب الإهمال والاحتلال الذي اتخذ من مصنعي النسيج والإطارات مقرا له في بداية الاحتلال لينتهي الحال بمكائن المصنعين (كخردة) غير صالحة للعمل مما أدى لتسريح ألاف العاملين حيث تعيش تلك المصادر الان على قطارة التمويل الذاتي،إما المفصل الأخر أي القطاع الزراعي فقد شل هو الأخر بسبب شحة المياه التي حولت آلاف الهكتارات الزراعية إلى أرضا بور الامر الذي دفع ألاف الفلاحين للهجرة لمركز المدينة التي أصبحت تلقب ألان بمدينة الفقر.؟؟ الدائم! بدلا من مدينة النفط الدائم حيث يعتمد مواطنوها اليوم على الأجور الحكومية ورواتب شبكة الحماية الاجتماعية كمصدر أساس في تحصيل قوتهم اليومي وبالتالي لايوجد قطاع اقتصادي في العالم يعتمد على مثل تلك الموارد فليس هناك مرافق صناعية أو سياحية ولاحتى موانئ أو مراكز تجارية تعين اقتصاد المدينة المنهك والأدهى من ذلك كله ليس هنالك بصيص من الآمل يلوح بالأفق على صعيد تحسين الخدمات أو تأهيل المرافق الصناعية الموجودة لان ميزانية المحافظة لاتكفي لسداد جزاء يسرا من الديون التي بذمتها للمقاولين وشركات الأعمار حيث تحتاج المحافظة لتخصيص ميزانية ثلاثة أعوام قادمة لسداد تركة الديون الثقيلة التي ورثتها الحكومة المحلية السابقة لزميلتها الجديدة التي توجهت لتنشيط وتفعيل الجانب الاستثماري علها تنجح بتنشيط اقتصاد المدينة وتوفر فرص العمل للاف من أبنائها العاطلين الذين لازالوا ينتظرون رحمة الاستثمار الاقتصادي والبشري للطاقات المتعطلة في هذه المحافظة العريقة في تاريخها وموقعها الجغرافي الذي يؤهلها لتكون واحدة من اهم محافظات البلاد في المجالين الاقتصادي الصناعي والزراعي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق